مبيحات الفطر في نهار رمضان متعددة، فقد ورد فرض الصيام في العديد من الآيات والأحاديث النبوية، كما أنه أحد أركان الإسلام الخمسة التي أوصى بها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في حديثه “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، لكن مبيحات الفطر في نهار رمضان كثيرة من رحمة الله -عز وجل- بعباده وفيما يلي سوف نتعرف على أهمها.
لماذا نصوم شهر رمضان؟
يلتزم المسلمون بصيام صارم من طلوع الشمس عند الفجر حتى غروبها، إذ إن الصيام هو عبادة خاصة تجلب القرب من الله ولها العديد من الفوائد، إذ تعد شكلًا من أشكال التأديب الروحي والشعور بالغير الأكثر حاجة.
كما أن الهدف الأساسي من الصيام هو نيل البر من الله عز وجل، جعل المسلم يتأمل ذاته ونفسه ويعدد نعمة الله عليه والتي لن يستطيع حصرها، إذ يقول الله في كتابه الكريم في سورة النحل “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم”، كما أنه يعلم ضبط النفس وتأديبها ومنعها عما تشتهيه.
ما هي مبيحات الفطر في نهار رمضان؟
إن الله لرؤوف رحيم بعباده، إذ إن علي الرغم من الثواب العظيم للصوم والذنب الكبير لعدمه رغم قدرة البعض إلا أن وجد العديد من مباحات الإفطار في رمضان مثل:
1/ الأطفال قبل البلوغ
إن الصيام فُرض على كل مسلم بالغ عاقل ولم يُفرض على ما دون ذلك، أي لا بد من أن يكون الأطفال في سن البلوغ كي يُحاسب على صيامه وعلى عدمه،لذلك فإن صغر العمر من مبيحات الفطر في نهار رمضان، ولكن إذا اجتاز السابعة من عمره وهو في صحة جيدة من الممكن أن نبدأ في تدريبه على الصيام تدريجيًا ولكن إن لم يستطع فلا حرج عليه.
2/ من مبيحات الفطر في نهار رمضان الحيض والنفاس
أعطى الله سبحانه للحائض والنفساء عذر الإفطار في نهار رمضان؛ لأن من شروط الصيام أن يكون المرء بالغ وعاقل وطاهر، ونزول الحيض يعني عدم الإتيان بشرط الطهارة لذلك إفطارها من مبيحات الفطر في نهار رمضان وله رخصة من الله، والله يحب أن تؤتى رُخصه.
3/ المرأة الحامل والمرضعات
رحمة الله بنا وسعت كل شئ، إذ إن الله أعفى المرأة الحامل والمرضعة من الصيام، إذ إن الحمل من مبيحات الفطر في نهار رمضان إذا ثُبت ضرره على الأم وجنينها.
4/ المسافرين
ديننا يسر، إذ إن الله -سبحانه وتعالى- جعل السفر من مبيحات الفطر في نهار رمضان ولكن عليه تعويض هذه الأيام في أيام أُخر، إذ إن من رحمة الله بعباده كفى بهم تحمل مشقة السفر ولم يزد عليهم مشقة الصيام أيضا ولكن من صام فلا حرج عليه.
5/ المرضى
إذ إن المريض الذي يشق عليه الصيام أو أن الصيام أحد أسباب سوء حالته الصحية فقد رخص الله له الإفطار على أن يعوض هذه الأيام فيما بعد، إن المرض أبتلاء كبير من الله لذلك هو من مبيحات الفطر في نهار رمضان، ويقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة ” أياما معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون 184″.
لذلك للمريض رخصة من الله تعالى للإفطار ولكن إذا كانت حالته تسمح بالصيام فعليه الصيام.
الأدوية المبطلة للصيام وغير المبطلة
أولًا: الأدوية المبطلة للصيام
يؤدي تناول الأدوية عن طريق الفم خلال ساعات الصيام إلى إبطال الصيام، وكما أن القطرات التي يتم استشعارها في الفم مُبطلة أيضا له لذلك فإن الجرعات طويلة الأمد تعد من أنسب الحلول.
ثانيًا: الأدوية الغير مبطلة للصيام
الحقن العضلية وتحت الجلد، وقطرات العين والأذن إذ لم يتم استشعارها في الفم، وسحب الدَّم الروتيني لا يبطل الصيام.
يُسمح عمومًا باستنشاق البخاخات وبخاخات الأنف طالما أن المحلول لا يصرف إلى الجزء الخلفي من الحلق.
واخيرٌا سهل الله علينا الكثير فالله لا يريد لنا المشقة إذ أنه كما الزم المسلمين القادرين على الصيام إلا انه جل علاه أنزل العديد من مبيحات الفطر في نهار رمضان تسهيلا وتيسيرٌا، فالله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم بعباده أجمعين.