ليلة النصف من شعبان، ساعات من الغفران اختصها الله سبحانه وتعالى بنفحات وكرامات في الليل والنهار ووجهنا بكثرة العبادات واغتنام الدعاء بها، فضلًا عن صوم نهارها وقيام ليلها لأجل نيل فضلها وثوابها و خيراتها وبركاتها.
ونالت ليلة النصف من شعبان مكانة كبيرة لكونها في هذا الشهر المبارك الذي ميزه الله بمنزلة كريمة ومكانة جليلة لتحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام فيه، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :” يا رسول الله لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال صلى الله عليه وسلم :” ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”. أخرجه ابن أبي شيبة والبغوي في المسند والنسائي في السنن الصغرى.
ولذلك تكثر استفسارات الناس حول رغبتهم في استغلال هذه الليلة بكل الوسائل الممكنة؛ لأجل التقرب إلى الله والذكر ومزيد من الطاعات والأعمال الصالحة.
ومن الأعمال التعبدية لليلة النصف من شعبان كالتالي :
-الصيام
صيام نهار هذه الليلة ومن الجدير بالذكر أن المسلمين يواظبون على صيام ثلاثة أيام متتالية وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر، فقد ذكر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه أن صوم هذه الأيام من كل شهر كصوم الدهر كله.
-قراءة القرآن
أن تتخذ ركنًا في منزلك وتفتح المصحف الشريف وتقرأ منه أكثر من ورد.
-ليلة النصف من شعبان وكنز الاستغفار
يوجد سيد الاستغفار دعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
-قيام الليل
من العبادات الروحانية التي تلزمك بشكل تلقائي بالخشوع والهدوء النفسي، وتؤدى صلاة القيام ركعتين ركعتين مثتى مثتى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :” صلاة الليل مثنى مثنى فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة فقيل لإبن عمر : ما مثنى مثنى؟ قال أن تسلم في كل ركعتين”.
-صلة الرحم
فهي سبب لصلة الله سبحانه وتعالى وإكرامه، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :” الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله”. رواه مسلم.
-قضاء حاجة المسلمين
من العبادات العظيمة التي تنفع الإنسان قبل أن تنفع غيره، مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” رواه مسلم.
-بر الوالدين
فهو من أهم والواجبات والفرائض على المسلمين، فالبر لهما في حياتهما بالإحسان لهما وطاعتهم في كل ما يرضي الله ورسوله، وبعد موتهما بالدعاء لهما والاستغفار والإحسان إلى أقاربهم، وفي بر الوالدين ذكرت آيات قرآنية كثيرة كقوله تعالى :” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا” . النساء 36
كما يوجد الكثير من الأعمال التعبدية الصالحة التي وجهنا الله ورسوله بها في هذه الأيام المباركة، علينا أن تذكرها ونحرص على فعلها لنفوز بأكبر عدد من الحسنات، ونتوجه إذًا إلى الأدعية المستحبة في هذه الليلة الكريمة والتي نحرص على أنفسنا وإياكم ألا نضيعها و نغتنمها.
-دار الإفتاء المصرية
ذكرت دعاء جامع نافع للدعاء به في ليلة النصف من شعبان وهو :
” اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام.. لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين.. اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مطرودا أو مقترًا علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي واقتار رزقي، و أثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات؛ فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل: ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).. إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المُكرمِ، التي يفرق فيها كل أمرٍ حكيمٍ ويبرمُ، أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم “.
-ليلة النصف من شعبان وطلب العفو والعافية
ودعاء آخر يبدأ بصيغة طلب العفو والعافية وهو :
” اللهم في ليلة النصف من شعبان أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي.. اللهم بشرني بالخير في تلك الليلة الطيبة كما بشرت يعقوب بيوسف، وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى، عليهم جميعًا أفضل الصلوات وأتم التسليمات.
-تزكية النفس
” اللهم بحق ليلة النصف من شعبان آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها”.
ولهذا ليلة النصف من شعبان علينا أن نتخذ كل احتياطاتنا فيها لأنها ساعات مباركات، ونستعد لها كامل الاستعداد، فهي غنيمة رزقنا الله بها مليئة بالأعمال الصالحة التي تزيد من قربنا إلى الله يجب أن نستغلها ونستفيد بعطائها.