سحر عبادة الدعاء خلال 30 يوم صيام في شهرنا المبارك حيث تعتبر عبادة الدعاء أحد أهم العبادات التي تشعر القلب بالدفء والقرب من الله مناجاة بين العبد وربه ،يجد الانسان منا ملاذ آمن بإلدعاء إما بالإستجابة له في الدنيا أو رفع بلاء عنه أو يدخره الله سبحانه وتعالي له في الآخرة.
ينقسم الدعاء إلى قسمين
1- دعاء عبادة
2-دعاء مسألة
فدعاء العبادة أو دعاء الثناء: هوعبادة الله تعالى بأنواع العبادات، من الصلاة والذبح والنذر والصيام وغيرها خوفاً وطمعاً رجاء رحمته وخوف عذابه وإن لم يكن في ذلك صيغة سؤال وطلب، فمن عبد الله تعالى راغباً في جنته راهباً من ناره فهو داعٍ له جل وعلا، وقد فُسِّر قول الله عز وجل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ، أي اعبدوني وامتثلوا أمري أستجب لكم، ولهذا جاء بعدها: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]
وأما دعاء المسألة :فهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر .
فسحر عبادة الدعاء قادر على تحقيق كل ما يتمني المرء وأراد الله بيه خير ودعاء العبادة والمسألة متلازمان، فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متتضمن لدعاء العبادة.
وعندما نتحدث عن سحر عبادة الدعاء في شهر رمضان المبارك نجد أن
دعاء الصائم عند الإفطار مستجاب كما وعد رسول الله –صلي- حين قال: “ثلاثةٌ لا تُرَد دعوتهم والصائم حتى يُفطِر”
كما أن دعاء الصائم عند الإفطار هو سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصةً أنه كان إذا أفطر قال: “اللهم لكَ صُمت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”؛ رواه أبو داوود.
سحر عبادة الدعاء يظهر في نسق قرآني محكم ظهرت فيه أن أهم عبادات شهر رمضان هي عبادة الدعاء
وحينما نزلت آيات الصيام في سورة البقرة التي استهلت بقول الله عز وجل: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”،أنزل الله عز وجل بعدها آيات أحكام الصيام من الآية 183 وحتى الآية -187.
ولكن العجيب هو وجود الآية 186 بين أحكام الصيام وهي قوله تعالى: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
حين نسمع هذه الآيات ونحن علي يقين أن النسق القرآني محكم وكل ترتيب فيه هو مقصود من عند الله عز وجل، ولذلك استنبط العلماء والمفسرون أن الله عز وجل يوجه عباده لأهم أنواع العبادات خلال شهر رمضان وخلال الصيام وهي “الدعاء”
سحر عبادة الدعاء هو استجابة الدعاء في رمضان
• وقت الإفطار فاللصائم دعوة لا ترد ساعة الإفطار.
• وبين الأذان والإقامة أيضا دعاء مستجاب.
• وكذلك أوقات الليل الأخيرة قبل الفجر، وأثناء الصلوات ووقت السجود.
وللدعاء آداب يجب علينا الإلتزام بها
- البدء بالثناء على الله عز وجل مثل قول: “يا ربي لكَ الحمدُ كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك”
- من سحر عبادة الدعاء الإكثار من الحمد على النعم، وخاصةً نعمة أن رزقنا الله الإسلام.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان.
- الدعاء بما في قلبك مما فيه خير لك ولأهلك وللإسلام والمسلمين في الدنيا والدين.
- الاستغفار والتوبة عن الذنوب.
- ثم الختام بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه والحمد لله رب العالمين.
ومن آدابه أيضا: الحذر من أكل الحرام، تكون حريصًا على أن يكون طعامك طيبًا، وملبسك طيبًا، وأكسابك طيبة، فإن أكل الحرام والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة.
ومن سحر عبادة الدعاء لا بد فيه من قوة الرجاء وحضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه) رواه الترمذي.
سحر عبادة الدعاء من أهم أسباب النصر
يقول سبحانه {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (الأعراف: 55).
فأمرهم سبحانه أولا بالدعاء، وهي سؤال العبد ربه كل ما يحتاجه من أموره.
قال الله تعالى: { وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 250].
فكان عندها النصر والظفر: { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } [البقرة: 251].
فهو سبحانه لواسع كرمه وعظيم فضله وجوده وبره يأمرهم أن يسألوه ثم يعدهم أن يستجيب لهم ويحقق لهم طلبتهم ويعطيهم سؤلهم.
سحر عبادة الدعاء أنه سلاح المظلومين وملاذ المكسورين
وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن: “واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” (رواه البخاري ومسلم ).
حيث نجد أن الدعاء هو شعور بالأمل والإيجابية لا أحد يقوم بالدعاء إلا وشعر بالراحة والطمأنينةوالقرب من الله سبحانه وتعالى فنجده ملاذ الانبياء في وقت الشدائد وهم قدوة لنا وحث ديننا الكريم وسنة نبينا الكريم على هذه الصلة العظيمة بيننا وبين الله.
فنحن الآن على أعتاب استجابات لدعواتنا في خلال شهر رمضان المبارك كالمصباح السحري بين أيدينا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويستجيب لنا دعائنا بما فيه خير لنا.
وللتعرف على فوائد شهر رمضان من هذا المقال