ماهي العولمة…؟ و ما علاقة مصطلح الأمركة و الكوكلة و المكدلة بها …؟ و ما هي مجالاتها؟

يتردد على مسامعنا كثيراً كلمة عولمة هل فكرت يوماً ماذا تعني هذه الكلمة ؟ و ما المقصود بها ؟  في هذا المقال سأشرح لك عن نشأة العولمة و مفهومها و تعريفها و المصطلحات التي ترتبط بها  كما سأوضح لكم مجالاتها المتعددة .

_نشأة العولمة

نشأت العولمة منذ بداية نشوء الصراع الأيديولوجي بين الاتحاد السوفييتي سابقاً و الولايات المتحدة الأمريكية، الذي انتهى بانتصار الأخيرة، ليتحول بعدها العالم إلى سياسة القطب الواحد بزعامة أمريكا.

كما أنها ظاهرة قديمة لأنها تحتوي على أفكار قديمة كتبادل السلع و زيادة تدفق رؤوس الأموال، إضافة إلى تعزيز العلاقات المتبادلة بين الدول و الأمم، إذاً فإن ما جاءت به العولمة موجوداً منذ القرن الخامس عشر، عند بداية الكشوف الجغرافية إلا أنها ظهرت بشكل أوضح بعد تطور و انتشار وسائل الاتصال و التكنولوجيا و ظهور الأقمار الصناعية.

_مفهوم العولمة

هي العملية التي يتم فيها انتشار الأفكار و الخدمات و السلع في مختلف دول العالم، وتخلق التفاعل و التكامل بين الشعوب، باختلاف ثقافتهم و توجهاتهم و بين حكومات دول العالم أيضاً، كما يستخدم مصطلح العولمة للإشارة على إيجاد سوق عالمي يتميّز بتدفق رؤوس الأموال و إزالة القيود و غيرها من باقي الأمور.

_أسباب ظهور العولمة

يعتبر التطور التكنولوجي الحاصل في عصرنا أحد أهم أسباب ظهور العولمة، حيث أصبح الإنسان يحصل على ما يريده بسهولة و يسر، إضافة إلى تطور قطاع النقل و التجارة الدولية، كذلك تطور و نمو وسائل الإعلام و دورها الذي ساهم بشكل كبير في ظهور العولمة.

_تعريف العولمة

العولمة

هي ظاهرة تنوعت بأشكالها و أسلوبها و صيغها، ويستخدم مصطلح  العولمة في النشاطات الثقافية و السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و غيرها.

لذلك اهتم الكثيرون بدراستها و تحليلها، كما تعددت حولها الآراء و المواقف لذلك تشخيصها لم يكن سهلاً، و قد صنّفت من المصطلحات الغامضة بالمفهوم كذلك بالنسبة لتجسيدها على أرض الواقع.

عرف آخرون العولمة بأنها ظاهرة تأخذ أكثر من طابع و تأتي على صيغ متنوعة و مختلفة، لذا تستخدم أدبياتها في الاقتصاد و السياسة و الثقافة و غيرها، وأصبحت ظاهرة عالمية ذات اتساع و انتشار سريع و واسع، كما أنها تزيد من التواصل بين الأفراد و المجتمعات عن طريق تطور التكنولوجيا التي بها تحول العالم إلى قرية صغيرة تتشابك أوصالها بتقنية وسائل الاتصال التكنولوجية و الأقمار الصناعية  .

_ما علاقة مصطلح الأمركة و الكوكلة و المكدلة في العولمة؟

بعد ظهور مصطلح العولمة و تحول العالم إلى قطب واحد بزعامة أمريكا، نشأت مصطلحات تعبر عن استعمار الحياة الاستهلاكية و نمط الحياة اليومي، من خلال المنتجات و الطريقة الأمريكية منها

مصطلحات العولمة

١_ الأمركة Americanization

نشأ هذا المصطلح منذ عام ١٩٠٧ و يطلق على الأفراد أو المجتمعات المصبوغة بنمط الحياة الأمريكية،  و يعد هذا دليل على تأثير أمريكا على مختلف دول العالم، في العديد من مجالات الحياة المختلفة منها السيطرة الإعلامية و الانتشار الثقافي و الاقتصادي، الذي يطغى على مختلف شرائح المجتمع، كذلك يتضمن القوة السياسية المهيمنة على معظم حكومات العالم، و تعمل امريكا على استغلال قوتها السياسية و الإعلامية و الثقافية لأمركة العالم كله و جعله كالمجتمع الأمريكي .

و مما سبق نجد أن الأمركة تعني سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، و تفاعلها في السياسة و الاقتصاد و الإعلام و كافة المجالات الأخرى، حيث أنها تسعى لنشر الثقافة الغربية و استقطاب القادمون إليها للمعايير الاجتماعية و الثقافة الأمريكية.

٢_ الكوكا كولونيالية (الكوكلة) cocacolization

يشبه هذا المفهوم إلى حد ما مفهوم الأمركة،  الذي يهدف إلى صبغ المجتمعات بالصيغة الأمريكية، أي أن مصطلح “الكوكلة” أو “الكوكاكوليزيشن” و “الكوكاكولا” يعتبر أيضاً رمزاً لنمط الحياة في أمريكا و انتشارها، و وصفه بعض السياسيين و المفكرين بأنه ليس كوكلة فقط بل هو كوكاكولونيالية  عوضاً عن كولونيالية و هذا يعني أن الكوكلة تمثل الاستعمار في زمن و عصر الاستهلاكية العالمية، أي أنه استعمار لا يشبه الاستعمار الكلاسيكي المعتمد على القسر بل هو آتٍ بشكل آخر و هو الإغواء، لذا هو مشتق من تأثير شركة كوكاكولا و منتجاتها على الحياة اليومية و الثقافة بشكل عام، حيث شكلت رمزاً للرأسمالية الأمريكية كما ساهمت في التأثير على الاختلاف الثقافي.

٣_المكدلة mcdonaldization

هو مصطلح استخدمه عالم الاجتماع جورج ريتزر  في أحد كتبه،  حيث شرح فيه كيف يكون للثقافة تشبّه، و هو يعني نشر ثقافة الأكل الأمريكي في جميع أنحاء العالم، أي تأثير سلسلة مطاعم ماكدونالدز و إدارتها لفروعها في جميع أنحاء العالم، حيث تقوم على الجودة و الكفاءة و السرعة في تقديم الخدمات المطلوبة، كما تتميز أيضاً بالتوحد و التبسيط و تقييم سريع لرفاهية العملاء.

ومن هنا نستنتج أن هذا المصطلح يقصد به تغلغل المنتجات الثقافية و الاقتصادية و الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

_مجالات العولمة

للعولمة مجالات عديدة و متنوعة نذكر منها

١_العولمة الاقتصادية

العولمة الاقتصادية

قد عرف الصندوق الدولي العولمة الاقتصادية على أنها التعاون الاقتصادي بين جميع دول العالم، و الذي ينتج عنه زيادة حجم التعامل بالسلع و الخدمات العديدة و المتنوعة عبر الحدود، كذلك رؤوس الأموال الأولية و الانتشار المتسارع للتقنية و التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، و تتّضح العولمة الاقتصادية من خلال تبادل الدول للاقتصادات القومية، كما تظهر في وحدة الأسواق المالية و التبادلات التجارية، و كان وضوحها البارز فيما بعد بإنشاء منظمة التجارة الدولية.

٢_العولمة السياسية

العولمة السياسية

و تتجلى هذه العولمة و تتّضح بشكل كبير في هيمنة الدول القوية المفروضة على الدول النامية و الضعيفة، و ذلك من خلال اختراقها لاقتصادات الدول النامية، في استغلالها للموارد الطبيعية و البشرية في هذه الدول، مما يدفع الدول النامية الى الخضوع للدول المتقدمة و القوية و تلبية مصالحها، و يتم ذلك دون الرجوع إلى الرأي العام في الدول النامية، مما يؤدي إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار بتمرد الشعوب على أنظمتها بسبب معاناتهم من الفقر و البطالة.

٣_العولمة الثقافية

يمكننا القول أن العولمة الثقافية هي انتقال الإنسان من المجال المحلي في المحيط الداخلي إلى المجال العالمي في المحيط الخارجي، حيث أن العولمة الثقافية تستمد خصوصيتها من تطور الأفكار و القيم و السّلوك، كانفتاح الثقافات العالمية و تأثرها ببعضها البعض، و زيادة الوعي بوحدة البشر، و أول ما برزت العولمة الثقافية كانت في تسعينيات القرن الماضي، أما الانفتاح الحاصل حالياً فلم يحدث له مثيل من قبل .

بالإضافة إلى أن العولمة الثقافية في مضمونها تشير إلى سيطرة الثقافات القوية و نشر قيمها، بالإضافة إلى هيمنتها على الثقافات الضعيفة .

٤_العولمة الإعلامية

إن العولمة الإعلامية ليست ظاهرة جديدة بل هي ظاهرة قديمة متجذّرة و مرتبطة بتغطية الأخبار العالمية، حيث كانت بدايتها في منتصف القرن التاسع عشر، عندما تم إنشاء مكتبة الأخبار في فرنسا عام ١٨٣٢ من قبل شارل هافس، و أصبحت فيما بعد تدعى وكالة هافس، و من وقتها أصبح للإعلام دور مؤثر و فعّال في المجتمع على كافة الأصعدة.

إن العولمة الإعلامية في مضمونها تعني تصدّر و سيطرة قيم و مفاهيم الدول القوية و الفعّالة عبر وسائل الإعلام،  و تصدرها للمشهد و الرواية التي ترغب فيها .

وإذا قارنّا سرعة انتقال الخبر في الوقت الحالي بما كانت عليه سابقاً فسنلاحظ فرقاً واسعاً، و هنا يظهر دور الإعلام في عصر العولمة.

و أخيراً

نلاحظ أن العولمة ظاهرة قديمة، تطورت في عصرنا هذا مع تطور التكنولوجيا و وسائل الاتصال و الأقمار الصناعية،  و باتت تؤثر بشكل كبير على حياتنا في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية والإعلامية وغيرها الكثير، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا و لا يمكننا الاستغناء عنها .

اقرأ أيضا:

10 خطوات لبيئة أفضل وتحقيق التنمية المستدامة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *